يعود مؤتمر العروض الأدائيّة للمرة الحادية عشرة، ويُعتبر منصةً للّقاء والحوار بين الفنانين والطلاب والمُنظرين. يهدف المؤتمر لتعميق والكشف عن الأعمال والبحث في مجال الأداء والفن الحيّ، ويتضمن ثلاثة أيام من ورشات العمل والجولات والحواريات والعروض الأولى (الباكورة) التي أنتجها القسم الجديد في المسرح البصري. ثيمة المؤتمر هذا العام هي "مكانُنا".

مكانُنا، المكان الذي نحن فيه، يتكوّن من العلاقات والأفعال. على عكس "المكان" الذي يعبّر عن التطلّع لوجود مكانيّ مُستقر وكاملٍ لا يعتمد علينا، فإن الارتباط هو نقطة الانطلاق في مصطلح "مكاننا"...

نحن نفكّر، ونتحدّث عن مكاننا من خلال فعلٍ يتم تنفيذه من منطلق علاقتنا بالمكان: أن نترك أو نهجر مكانًا، أن نطوّر مكانًا ونتجذّر فيه، أن ننتمي إلى مكان، أن نغترب أو نشتاق. الأفعال عقليّة وعاطفيّة وجسديّة، فهي تُطبّق علينا وعلى المكان، مدفوعةً العلاقات وتخلق العلاقات.

مكاننا هو الموضوع ونقطة المرجعيّة لمؤتمر هذا العام. العرض الأدائي هو فرصة للفعل بدلًا منّا، ودعوة للتفكير فيه ودعوة لإنشائه. معًا، سنوقظ الروابط الشخصيّة والعاطفيّة التي تربطنا بمكان ما، وتسمح لنا بالاستقرار فيه. سنسأل، ما الذي يطفو ويتراكم في علاقتنا به. سنبحث عن النقاط المُعتمة المشتركة الموجودة في الفضاء والتي تُنسينا عبئهُ. سوف نشك حتمًا في وجودنا في مكان ما حتى نُعرّفهُ كمكاننا. سننظر إليه عن بعد وعن قرب، بنظرة غربة ونظرة حنين، عبر المنفى الداخلي أو الهجرة من هنا إلى هناك.

سوف نتساءل لماذا تهيمن المحليّة على مكاننا، وهل العالمية ممكنة. سنحاول رؤية المكان من خلال طبقاته ومن داخل دوائره. البيانات المحددة، والملموسة، والواقعية لمكاننا تمس حيوية جسدنا وماديته. سندرس كيف يحتل الجسم مكانًا، وكيف يتموضع ويتحرك، ويدرك عناصر المكان، ويتفاعل معها ويشكّلها. سنسأل ما الذي يتم تنفيذه وإعادة تأسيسه مجددًا دون شك؛ من خلال العلاقة بين الجسد والمكان.

تعالوا للتعلّم معنا